تحرير العقل




 

 تحرير العقل

(نظرنا في أمر الأقربين فرابنا، فكيف بأمر الغابرين نصدق)


هذا ما يقوله الشاعر الكبير معروف الرصافي

على كل من يسعى للوصول إلى الحقيقة، أن يؤمن بأن التأريخ الموجود حاليا بين أيدي الجميع ما هو ألا تلفيق بعيد غاية البعد عن الواقع

 التاريخ الإسلامي الذي يتقاتل بسببه جميع الطوائف الإسلامية حتى كفر بعضهم البعض ما هو إلا أقلام مأجورة أخذت أجرها من خلال حكم أو منصب أو بستان! 

كل من كان يأخذ الحكم يكتب تاريخا لماضيه وحاضره كما يحلوا له، يخلقون رجالات دين مشبوهة ليكونوا زعامات ثم يكتبون ما يبني سلطتهم ويسقط الأخرى.

حكم الأمويين الدولة الإسلامية من بعدما حكم الخلفاء ثم جاء بعدهم العباسيون والعثمانيون إضافة إلى حكم بني الزبير.

وكل من هؤلاء لهم مؤيدون وأعداء، وكل جهة منهم تريد أن تكون هي المخلصة والمنقذة وهي الفرقة الناجية والآخرون إلى النار، فكتبوا ما شاءوا من أقوال ونسبوها إلى الرسول وحرفوا مفاهيم القرآن فلا رابط بين التاريخ المأجور وبين التاريخ الذي جاء به القرآن الكريم. 

وحينما تعطي رأي مغاير لما كانوا عليه الآباء والأجداد ورجالات الدين تتهم بأنك من المبتدعين في الدين وتسعى لتفرقة المسلمين الذين هم من الأصل متفرقون!!!! 

علينا أن نعطي لأنفسنا مساحة للتفكير والتحليل فليس كل ما تناقلته الأفواه وكتبته الأقلام هو الحق مهما كان قربه أو انتماؤه ومهما كان مرتبط بنا. علينا أن نحرر عقولنا لترى بصائرنا نور الله سبحانه.

تحرير العقل

 إن قراءة التاريخ وتحليله وكشف أحداثه،  مسألة لا تخلوا من العاطفة من قبل المحقق، وذلك لأنه سوف يميل لجهة دون أخرى بحسب معتقده أو فكره السياسي أو لمصلحة خاصة. 

لذا على المحقق التاريخي إذا أراد دراسة حدث تاريخي معين والوصول إلى الحقيقة عليه قدر الإمكان أن يتخلى عن عاطفته وميوله الشخصي وتعصبه لحزبه أو مجموعته إلى أقصى حد ممكن. 

وعليه أن يبحث بجد عن كل ذي صلة بالحدث المعين ولا يهمل صغيرة ولا كبيرة ويحاول ربط الأمور مع بعضها البعض لأن هناك حلقات مفقودة وكلام بين السطور. 

إن عدم الحيادية في كتابة وتحليل ونقل الأحداث التاريخية هو سبب دمار كل الشعوب بكل وقت وزمان. 

 

تعليقات