الدابة في القرآن

 

الدابة في القرآن



الدابة في المعجم العربي هو كل ما يدب على الأرض، ولكن في المصطلح القرآني يختلف بعض الشيء. قال تعالى:
(
وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ)
من هذه الآية تحديدا
(وما بث فيهما)
يتبين أن الدابة هي تعبير عن كل المخلوقات التي توجد في الأرض والسماء على حد سواء فجميع المخلوقات يسمى دابة دون استثناء فلم يميز بين بشر أو ملائكة أو جن. ثم ميز الله دابة السماء عن دابة الأرض وأطلق عليها تسمية الملائكة فقال تعالى:
(
وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)

ثم صنف دابة الأرض إلى صنفي هما الدابة التي تمشى في الأرض وبين التي تطير فقال تعالى:
(
وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ) ۚ

ثم فصل لنا الدابة التي تمشى في الأرض إلى عدة معان، قال تعالى:
(
وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ)
ومعنى الآية واضح جدا وهم تحديدا (الناس والدواب والأنعام) ونجد هذا المعنى في الآية التالية:-
(
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)

ثم صنفت الأنعام حسب نفعها إلى صنفي أحدهما للأكل والثاني للركوب والحمل قال تعالى:
(
وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا ۗ لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَىٰ بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ ۚ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ )

الدابة في القرآن


الأنعام التي خصصت للأكل أطلق عليها بهيمة الأنعام قال تعالى:-
(
‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ۚ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ۗ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)
(
لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)
(
وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ
)
جميع هذه الآيات ذكر فيها الأكل وتشريع الحل والحرام في الذبيحة 

‏ما خصص للحمل والركوب قال تعالى:
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً ۚ وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)

النتيجة والله أعلم
أن لفظ الدابة في القرآن تدرج من العام إلى الخاص
فجميع المخلوقات في الأرض والسماء يطلق عليها دابة لأن كلا ما بث الله فيهما (السماء والأرض) هم آيات قدرة الله وهو القادر على جمعهم.
دابة السماء الملائكة
دابة الأرض منها ما تمشي في الأرض ومنها ما تطير والتي تمشى تصنف إلى (الناس والدواب والأنعام) والأنعام تصنف إلى ما يأكل منه ويشرب وهي بهيمة الأنعام
الصنف الثاني ما يستخدم للحمل والركوب والزينة
والله أعلم

أنا أخطئ والقرآن يصيب
تعليقات