القرآن وكتاب موسى
الجزء الخامس / مفاهيم رئيسية
ءَامَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيۡهِ مِن رَّبِّهِۦ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۚ كُلٌّ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّن رُّسُلِهِۦۚ وَقَالُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۖ غُفۡرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيۡكَ ٱلۡمَصِيرُ
الكتب الإلهية هي دستور الله وقانونه، ورسالته إلى الناس جميعاً، أرسلها الله من دون أن يفرق بين مجتمع وآخر او طائفة وأخرى، ففي المنظور الإلهي لا يوجد كتاب أو رسالة خاصة لمجتمع معين دون آخر أو أنه صالح لفترة زمنية معينة، بل أن جميع الكتب المنزلة هي للناس جميعا من دون استثناء وهي صالحة أبد الدهر، وجميع هذه الكتب هي من أصل الكتاب العام (الدستور الإلهي) وتصدر من جهة واحدة لمجتمع بشري واحد، فليس من الإيمان أن تؤمن بالقرآن وتنكر التوراة، أو تؤمن بما أنزله الله على النبي الخاتم وتنكر ما أنزله على النبي موسى.
أن الإيمان الحقيقي بكتب السماء هو العمل بما فرضه الله فيها من أحكام وقوانين، وعلى جميع الناس إقامتها والعمل بها، فلا يوجد رسالة تنسخ أخرى أو دين يلغي ديناً آخر لأن الدين سنت الله سبحانه وسنت الله لا تتبدل ولا تتغير فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِيلًا
الكتاب العام
الكتاب العام هو مصطلح افترضناه والغاية منه هو الإشارة إلى الكتاب الذي أوجده الله سبحانه قبل أن يخلق كل شيء والذي يضم مجموعة من القوانين والأنظمة والتشريعات التي شرعها الله سبحانه و أوجدها في هذا الكون بما فيه من جماد وبشر ونبات وحيوان ، وفيه أيضا كل المواعظ والنصائح والحكم وعلم كل شيء في هذا الوجود، وقد عبرت عنه مجازاً بالكتاب العام (الدستور الإلهي).
وأن جميع الكتب والصحف المنزلة للناس هي في الأساس جزء وتفصيل لهذا الكتاب.
الكتاب الأول
الكتاب الأول هو مصطلح يعبر عن أول كتاب أنزله الله سبحانه للناس وقد نزل على النبي موسى عليه السلام، وله في القرآن عدة مسميات وهي؛ كتاب موسى، صحف موسى و الألواح.
أن كتاب موسى في الأساس هو تفصيل لكل ما هو موجود في الكتاب العام (الدستور الإلهي) من قوانين وأحكام وشرائع وحكم ومواعظ وقصص وعلم كل شيء، قال تعالى:
وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِي ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءٖ مَّوۡعِظَةٗ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٖ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِهَاۚ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَٰسِقِينَ
التوراة
هي القسم المخصص للقوانين والأحكام من كتاب موسى ، أي أن التوراة هي جزء من كتاب موسى الذي ضم القوانين والأحكام التي شرعها الله سبحانه للبشرية كافة، وهذه القوانين هي تفصيل الكتاب العام (الدستور الإلهي).
وقوانين وأحكام الكتاب العام (الدستور الإلهي) ثابتة لا تتغير ولا تتبدل لأنها سنت الله ولن تجد لسنة الله تبديلا.
الكتاب الثاني
الكتاب الثاني هو الكتاب الذي نزل بعد كتاب موسى والذي أطلق عليه اسم القرآن ونزل على السيد المسيح عيسى ابن مريم ، وهو تفصيل لكل ما هو موجود في الكتاب العام (الدستور الإلهي)
قال تعالى:
وَإِذۡ صَرَفۡنَآ إِلَيۡكَ نَفَرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ يَسۡتَمِعُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓاْ أَنصِتُواْۖ فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوۡاْ إِلَىٰ قَوۡمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُواْ يَٰقَوۡمَنَآ إِنَّا سَمِعۡنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعۡدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ يَهۡدِيٓ إِلَى ٱلۡحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٖ مُّسۡتَقِيمٖ
الإنجيل
الإنجيل هو القسم المخصص للقوانين والأحكام التي أنزلها القرآن ، أي ان الإنجيل هو جزء من القرآن الكريم . والله أعلم
