القرآن وكتاب موسى
الجزء السابع/ الغاية من نزول القرآن
هناك العديد من الآيات التي تشير إلى إن القرآن نزل من أجل هداية الناس وإرشادهم وتوجيههم نحو الطريق الصحيح، ومن تلك الآيات التي يمكن أن نستشهد بها في هذا السياق قوله تعالى:
إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا
وقد أرشدنا القرآن بضرورة تدبر آياته لفهم المعنى الحقيقي من النص القرآني، قال تعالى:كِتَٰبٌ أَنزَلۡنَٰهُ إِلَيۡكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ
وهذا ما دفعنا إلى البحث في موضوع "الغاية من إنزال القرآن" من خلال القرآن نفسه.وبعد البحث والتحقيق وجدنا آية قرآنية تدخلنا في صلب الموضوع، قال تعالى:
وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَ تَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
إذاً ومن خلال هذه الآية يتضح لنا من أن الغاية من القرآن هي:
تصديق الذي بين يديه و تفصيل الكتاب
ولأجل أن نفهم تلك الغاية علينا فهم المعنى من هذه الآية.
بدايةً كنا قد تحدثنا سابقاً من خلال ما جاء به القرآن الكريم من أن هناك كتابين نزلا للناس وقد أمرنا الله الإيمان بهما، وهما كتاب "موسى" و"القرآن"، قال تعالى:
يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ ءَامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِي نَزَّلَ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَٱلۡكِتَٰبِ ٱلَّذِيٓ أَنزَلَ مِن قَبۡلُۚ وَمَن يَكۡفُرۡ بِٱللَّهِ وَمَلَٰٓئِكَتِهِۦ وَكُتُبِهِۦ وَرُسُلِهِۦ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلَۢا بَعِيدًا
وقال تعالى في توضيح ماهية هذين الكتابين:
وَمِن قَبۡلِهِۦ كِتَٰبُ مُوسَىٰٓ إِمَامٗا وَرَحۡمَةٗۚ وَهَٰذَا كِتَٰبٞ مُّصَدِّقٞ لِّسَانًا عَرَبِيّٗا لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُحۡسِنِينَ
إذًا الكتاب الأول هو كتاب موسى، والذي يسمى بالألواح، والكتاب الثاني هو كتاب عيسى، والذي أسماه الله تعالى "القرآن".
والقرآن هو الكتاب الثاني الذي أنزله الله تعالى هدى للناس ورحمة، وقد أنزله على السيد المسيح عيسى ابن مريم وليس كما هو شائعاً بين الناس، فليس هناك رسولاً أو نبي اسمه "محمد بن الله" وإنما هو محمد عبد الله و(محمداً) هو لقب السيد المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام.(راجع مقالات البحث)
وقد أشرنا خلال البحث إلى أن التوراة هو جزء من كتاب موسى، ويختص بالقوانين والأحكام، وقد أفرد تحت مسمى التوراة لبيان أهميتها أولاً ولتسليط الضوء على أهمية اتباع القوانين والأحكام ثانياً.
وبالعودة إلى موضوع بحثنا أقول والله أعلم
أولا/ في معنى تصديق الذي بين يديه
إن هناك شقين في هذه الجملة:
الأول ; في معنى التصديق
الثاني ; تصديقًا لمن؟
فيما يخص معنى التصديق، فأن معناه يأتي بمعنى المؤيد والموثق الذي يمنح المصداقية لشيء ما، كأن نقول بأهمية الختم الموجود في الكتاب الرسمي الصادر من دائرة معينة، والذي يعتبر وجود الختم أهم من الكتاب نفسه كونه هو من يمنح المصداقية.
أذاً يكون المعنى من التصديق هو أن القرآن بمثابة الختم الذي يعطي صفة المصداقية للأشياء الأخرى.
أما الشق الثاني من السؤال هو تصديقًا لمن؟ والجواب على هذا السؤال علينا أن نعود إلى القرآن نفسه، قال تعالى: "وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه"
هذه الآية تشير إلى أن القرآن مصدق لما بين يديه من الكتاب، أي أنه يؤكد صحة الكتب السماوية السابقة، وفي نفس الوقت هو مهيمن عليها، أي أنه يحكم عليها ويشهد بصحتها.
وهذا يعني أن القرآن يعتبر المرجع النهائي لما سبقه من كتب نزلت، والكتاب الذي سبق نزول القرآن هو كتاب موسى.
إذن يكون القرآن مصدق كتاب موسى من أحكام وقوانين وحافظاً له، وليس لاغياً له، فليس هناك كتاب أنزله الله سبحانه يلغي كتاباً آخر أو رسالة نبي ما تلغي رسالة نبي آخر، وإنما هي نفس الأحكام والقوانين التي لم ولن تتغير أبداً منذ نشوء الكون لأنها سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا
وخلاصة القول هو أن الله سبحانه وتعالى يخاطب نبيه السيد المسيح عيسى ابن مريم بأنه أنزل عليه قرآن مصدقاً لكتاب موسى وحافظاً للأحكام والقوانين التي نص عليها كتاب التوراة.

ثانياً/ معنى تفصيل الكتاب
بعيدًا عن كل التفاسير والآراء والاجتهادات، كلنا يعلم بأن هناك دساتير تنظم عمل الدول بكل مرافقها من حياة اجتماعية وقضايا سياسية ومنافع اقتصادية وغيرها من اهتمامات الدولة كافة، والتي لا تترك أي مجال أو اختصاص كبير كان أو صغير يمس الدولة والمواطن إلا وقد شرعت له قانونًا. وهذه الدساتير دائمًا ما يصاحبها كتاب يفسر تلك القوانين والبنود، ويسمى عادة كتاب تفسير الدستور أو شرح الدستور أو تأويل الدستور، وهذا الكتاب يقوم بشرح وتوضيح وتحليل النص الدستوري لبيان حكمه ومعناه.
الأمر كذلك ينطبق مع قانون الوجود، فقد نظم هذا القانون كل ما هو موجود في هذا الكون من خلال أنظمة وقوانين أوجدها الله بحكمته واختارها بعلمه بما يناسب كل ما هو موجود.
وهذه القوانين والأحكام جمعت في كتاب وصفه تعالى بقوله(ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ) وقد أطلقتُ أنا على ذلك الكتاب مجازاً بالكتاب العام(الدستور الإلهي).
ولأجل أن يتم الله حجته على العباد كان لابد من شرح ذلك الكتاب العام وتفصيله للناس ،لذلك أنزل الله سبحانه كتاب موسى وكتاب عيسى ليكونا كتابي الشرح والتوضيح لذلك الكتاب(الدستور الإلهي).
قال تعالى:
وَكَتَبۡنَا لَهُۥ فِي ٱلۡأَلۡوَاحِ مِن كُلِّ شَيۡءٖ مَّوۡعِظَةٗ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ فَخُذۡهَا بِقُوَّةٖ وَأۡمُرۡ قَوۡمَكَ يَأۡخُذُواْ بِأَحۡسَنِهَاۚ سَأُوْرِيكُمۡ دَارَ ٱلۡفَٰسِقِينَ
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ
وَمَا كَانَ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانُ أَن يُفۡتَرَىٰ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ ٱلۡكِتَٰبِ لَا رَيۡبَ فِيهِ مِن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ
لَقَدۡ كَانَ فِي قَصَصِهِمۡ عِبۡرَةٞ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِۗ مَا كَانَ حَدِيثٗا يُفۡتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصۡدِيقَ ٱلَّذِي بَيۡنَ يَدَيۡهِ وَتَفۡصِيلَ كُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لِّقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ
وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا
ملخص الفكرة بشكل عام وبسيط
هو إن الله سبحانه قد أنزل القرآن الكريم لأمرين أساسيين؛
الأمر الأول يكون مصدق لأحكام وقوانين كتاب موسى وحافظاً له.
والأمر الثاني من أجل شرح وتفصيل الكتاب العام(الدستور الإلهي).
عيسى مصدقاً للتوراة
من المقامات التي حظي بها السيد المسيح عليه السلام أنه كان هو المصدق للتوراة من قبل أن ينزل القرآن، قال تعالى:
وَقَفَّيۡنَا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم بِعِيسَى ٱبۡنِ مَرۡيَمَ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِۖ وَ ءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ فِيهِ هُدٗى وَنُورٞ وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ
في هذه الآية وردت إشارات قرآنية تمثلت في أمرين؛
الأول هو في (مصدق لما بين يديه من التوراة) والتي دلت على أن السيد المسيح هو مصدق للتوراة.
الثاني هو في ذكر الإنجيل بكونه مصدقاً أيضا للتوراة.
الأمر الأول/ مصدقاً لما بين يديه من التوراة.
خطاب الآية كان موجه إلى السيد المسيح من أنه هو بشخصه المبارك مصدقاً للتوراة من قبل أن ينزل الله سبحانه كتاباً عليه.
ولأجل أن تتم الغاية المرجوة من قبل السيد المسيح كان يجب أن يكون بحد ذاته آية للناس ليكون مصدقاً لكل ما يقوله ويأمر به، لذلك جعل الله سبحانه من عيسى ابن مريم آية للناس جميعاً، قال تعالى:
قَالَ كَذَٰلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٞۖ وَلِنَجۡعَلَهُۥٓ ءَايَةٗ لِّلنَّاسِ وَرَحۡمَةٗ مِّنَّاۚ وَكَانَ أَمۡرٗا مَّقۡضِيّٗا
وقد تمثلت تلك الآية الربانية في عيسى ابن مريم بأبهى صورة من خلال المقامات التي حظي بها عليه السلام، وواحدة من تلك المقامات هي السبع المثاني التي وهبها الله للسيد المسيح.
السبع المثاني في القرآن
إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ٱذۡكُرۡ نِعۡمَتِي عَلَيۡكَ وَعَلَىٰ وَٰلِدَتِكَ إِذۡ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلۡقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلۡمَهۡدِ وَكَهۡلٗاۖ وَإِذۡ عَلَّمۡتُكَ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِيلَۖ وَإِذۡ تَخۡلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيۡـَٔةِ ٱلطَّيۡرِ بِإِذۡنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيۡرَۢا بِإِذۡنِيۖ وَتُبۡرِئُ ٱلۡأَكۡمَهَ وَٱلۡأَبۡرَصَ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ تُخۡرِجُ ٱلۡمَوۡتَىٰ بِإِذۡنِيۖ وَإِذۡ كَفَفۡتُ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ عَنكَ إِذۡ جِئۡتَهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا سِحۡرٞ مُّبِينٞ
هذه هي السبع المثاني والله أعلم.
الأمر الثاني/ الإنجيل
ما هو دور الإنجيل في قوله تعالى:
وَءَاتَيۡنَٰهُ ٱلۡإِنجِيلَ فِيهِ هُدٗى وَنُورٞ وَمُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٗ لِّلۡمُتَّقِينَ
للإنجيل في هذه الآية هدف وغاية، والهدف منه كما لجميع كتب الله سبحانه، هي الهداية والموعظة للناس.
أما الغاية من الإنجيل بحسب هذه الآية فهي تصديقًا للتوراة.
ومن خلال ما تقدم من آيات في هذا الشرح الموجز، تبين لنا عدة مفاهيم قرآنية وهي؛ القرآن مصدق كتاب موسى، وأن السيد المسيح وكذلك الإنجيل مصدقًا لأحكام التوراة.
من المؤكد أن بعض الأخوة الأعزاء الذين أجهدوا أنفسهم بقراءة هذا المقال يحاولون معرفة الفرق بين هذه المفاهيم وهل هي متشابهة في معناها أم لكل منها معنى خاص؟
إليكم الأمر بكل سهولة وبساطة…
أن الله سبحانه عندما أراد خلق هذا الكون، خلقه بقوانين وأحكام، وهذه القوانين والأحكام ومعها علم كل شيء في هذا الكون قد جُمعت في كتاب واحد فقط، وهذا الكتاب قد عبر عنه الله في بداية سورة البقرة بقوله تعالى: ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ، وأنظر عزيزي القارئ أن الله لم يقل "هذا الكتاب" وإنما قال "ذلك الكتاب"، و"ذلك" تستخدم لما هو بعيد وليس القريب الموجود بين الأيدي.
و"ذلك الكتاب" والذي هو "الكتاب العام، الدستور الإلهي" كما أطلقنا عليه، قد جمع الله فيه علم كل شيء من أحكام وقوانين وعلوم وما إلى ذلك، فأصبح هو الكتاب الذي ينظم كل شيء في هذا الوجود.
وكان من الحكمة واللطف الإلهي أن يبلغه للناس لما لهم فيه من منافع، ولأجل ذلك كان يتطلب وجود مجتمع مؤهل لتلقي مثل هكذا قوانين وعلوم ربانية، وأيضًا وجود شخص مناسب يبلغ الناس تلك العلوم والقوانين.
فكان أول نبي نزل عليه الكتاب من أجل تبليغه للناس هو النبي موسى عليه السلام، والذي أولاه الله سبحانه أهمية كبيرة في تكوين شخصيته وتهيئته عليه السلام ليقوم بذلك العمل، ولعل أبلغ آيتين عبرت عن ذلك المعنى هي قوله تعالى:
وَٱصۡطَنَعۡتُكَ لِنَفۡسِي .
وَأَلۡقَيۡتُ عَلَيۡكَ مَحَبَّةٗ مِّنِّي وَلِتُصۡنَعَ عَلَىٰ عَيۡنِيٓ .
ولذلك كان موسى على قدر المهمة العظيمة الملقاة عليه فأنزل الله عليه الألواح ليكون أول تفصيلاً للكتاب العام وهداية للناس ورحمة. ، قال تعالى:
ثُمَّ ءَاتَيۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ وَتَفۡصِيلٗا لِّكُلِّ شَيۡءٖ وَهُدٗى وَرَحۡمَةٗ لَّعَلَّهُم بِلِقَآءِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ
ومن خلال كتاب موسى شرعت أولى الاحكام والقوانين التي فصلت أحكام الكتاب العام(الدستور الإلهي)، فكانت التوراة هي مجموعة الأحكام التي أمر الله بإقامتها وتطبيقها،
قال تعالى:
إِنَّآ أَنزَلۡنَا ٱلتَّوۡرَىٰةَ فِيهَا هُدٗى وَنُورٞۚ يَحۡكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسۡلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّٰنِيُّونَ وَٱلۡأَحۡبَارُ بِمَا ٱسۡتُحۡفِظُواْ مِن كِتَٰبِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيۡهِ شُهَدَآءَۚ فَلَا تَخۡشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخۡشَوۡنِ وَلَا تَشۡتَرُواْ بِـَٔايَٰتِي ثَمَنٗا قَلِيلٗاۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡكَٰفِرُونَ وَكَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ فِيهَآ أَنَّ ٱلنَّفۡسَ بِٱلنَّفۡسِ وَٱلۡعَيۡنَ بِٱلۡعَيۡنِ وَٱلۡأَنفَ بِٱلۡأَنفِ وَٱلۡأُذُنَ بِٱلۡأُذُنِ وَٱلسِّنَّ بِٱلسِّنِّ وَٱلۡجُرُوحَ قِصَاصٞۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِۦ فَهُوَ كَفَّارَةٞ لَّهُۥۚ وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ
ثم بعث الله سبحانه عيسى ابن مريم وأنزل عليه القرآن ليكون مصدقًا كتاب موسى بكل ما جاء به من أحكام وقوانين ومواعظ.
فكان الإنجيل هو الجزء المخصص في القرآن الذي يشمل تلك القوانين والأحكام.
نتائج البحث
موسى/ أول نبي نزل عليه كتاباً للناس
الألواح/ "صحف موسى" أو "كتاب موسى" هو أول كتاب نزل للناس من أجل تفصيل الكتاب العام الدستور الإلهي
التوراة/ هي كتاب الأحكام والقوانين التي نزلت في كتاب موسى "الألواح"
المسيح عيسى ابن مريم/ هو ثاني نبي نزل عليه كتاباً للناس
السيد المسيح/ هو مصدقاً للتوراة بحد ذاته
القرآن/ هو ثاني كتاب نزل للناس من أجل تفصيل الكتاب العام الدستور الإلهي
الإنجيل/ هو مجموعة الأحكام والقوانين التي نزلت في القرآن ويعتبر مصدقاً لأحكام التوراة وقوانينها.
وهنا يأتي السؤال، إذا كان كتاب موسى هو كتاب تفصيل الكتاب العام (الدستور الإلهي) وفيه القوانين والأحكام التي لا تتغير، فلماذا أنزل الله القرآن وشدد على تطبيق أحكام الإنجيل ما دامت قوانين التوراة التي لم تتغير هي ذاتها الأحكام في القرآن؟ هذا ما سوف نتحدث به في موضوع "الفرق بين كتاب موسى والقرآن" ومن الله التوفيق.